الجمعة، 13 يناير 2012

مطالب الخصوم تتوحد

موقع أنصار الله || صالح صابر

"الحصانة" بالنسبة لعلي صالح:
بالنسبة لعلي صالح وحزبه وعائلته؟ فمن الطبيعي أن يطالبوا بالحصانة و يوقعوا عليها، لأنهم المستفيدون من كل ذلك، ولكن التساؤل !!
لماذا تسعى أحزاب اللقاء المشترك للحصانة!!
وبما أن المبادرة الخليجية التي أوجدت الحصانة وفرت لهم نصيباً كبيراً من السلطة، فهم مقابل هذا لا يبالون بأن يعطوا هذا "صالح"  الحصانة مقابل وصولهم إلى السلطة هذا من جهة.
ومن جهة أخرى أنهم ليس لهم في هذا الموضوع حول ولا قوة كون القرار خارجي، وهم قد أعلنوا العمال للخارج سامعين مطيعين لكل ما يطلب منهم سواءً حصانة أن تغيير عطلة الأسبوع إلى السبت وما سيأتي من أوامر قادمة، أما مطالب الثوار الذي أصبح المشترك حاكماً عليهم فلا تهمهم لأنهم لم يعودوا ثوار وإنما شباب طائش متمرد، يريدون إثارة الفوضى في البلاد حسب تصريحات السفير الأمريكي كما أن الحزب المهيمن على اللقاء المشترك هو الإصلاح ولا شك أنه شريك للنظام في صغيرة وكبيرة خلال السنوات الماضية، ومتورط في أغلب جرائمه ابتداءً من الجنوب وانتهاءً بصعدة، وشريكاً أساسياً في الاستيلاء على مقدرات الشعب والاستثمار بها.
 
أما الجنرال علي محسن فقد سعى إلى "الحصانة" بيديه ورجليه لأنه يد النظام التي يبطش بها، وهو قائده الذي لا يرحم، يسلطه على من يشاء، فهو من أكبر المتورطين في قضايا الإجرام وسفك دماء اليمنيين، ونهب ممتلكاتهم، وأموالهم، وهو من أول المستفيدين من "الحصانة" للنظام والعاملين معه، وهو من يحتاج إلى الحصانة أكثر من الرئيس صالح نفسه.
الموقف الأمريكي من "الحصانة"
ويظهر من الموقف الأمريكي حرصه الكبير في تشريع "الحصانة" لصالح وأعوانه، وذلك لعدة أسباب منها: إثبات مصداقيتها بأنها لا تتخلى عن حلفائها وعملائها، بعد تخليها عن مبارك وبن علي  نتيجة الحسم الثوري والذي سيترتب على الحسم الثوري أن يخض الحكام للمحاكمة العادلة، وبالتالي سوف تكشف أمريكا على حقيقتها، ولهذا وجدوا الالتفاف على الثورة اليمنية  طريقاً مناسباً لتلميع صورتهم بالوقوف بجانب صالح والدفاع عنه.
وقد ربما أنها فكرت إذا أدخلت أربعة حكام السجن وقدموا للمحاكمة وهم"بن علي ومبارك، وصالح، والقذافي" سيفصح الحكام حينها عن أعمالها الإجرامية في المنطقة وستنكشف لعبتها ففضلت التلاعب بقرار المحاكمة فقتلت القذافي، ومنعت المجلس العسكري من محاكمة مبارك، وتحفظت عن بن علي، وأعطت الحصانة لصالح وهذا هو أفضل بالنسبة لمصالحها.
وثانياً: لتأكد أمريكا أنه عندما تقر الحصانة ستؤدي إلى عدم كشف علاقتهم وتورطهم في الجرائم المرتكبة بحق اليمنيين مع هذا النظام، في أورقة المحاكم ابتداءً  من تورطهم بحرب صعدة ومشاركة السفير الأمريكي عبر تصريح له، وانتهاءً بموقفهم من مسيرة الحياة ودعوتهم النظام إلى التعامل معها بوصفها استفزازية وغير سلمية، مما أدرى إلى قتل العديد من الشباب الثائر.
وثالثها: لأنهم يعرفوا أن الشعب يرفض خيار الحصانة، ومن ثم أي فشل في هذه المبادرة سيكون مآله الفوضى  العارمة التي قد تنزل إليها اليمن، ليكونوا بذلك هم المستفيدون منها والخاسرون هم اليمن أرضاً وانساناً.
ورابعها: أنهم يدركون أن هذه الثورة التي تريد إسقاط النظام الغاشم تريد أيضاً أن تسقط الوصاية على هذا الشعب أياً كانت إقليمية أو دولية، وإذا نجحت الثورة فإن الشعب لن يقبل حينها بأي تدخلات خارجية من أي طرف كان، وبالتالي سوف تفقد مصالحها الكبيرة والضخمة جداً في اليمن وسيطرتها على المنافذ البحري والبرية والجوية، وقد يكون بقاء عملائها السابقين "صالح" أو اللاحقين "الإصلاح"  خير لها. وهذا ما سعت إليه.

لماذا الموقف الخليجي:
سعى الموقف الخليجية جاهداً لإفشال الثورة اليمنية وإجهاض أهدافها وذلك لأن نجاحها سينعكس على مجتمعاتهم المستعبدة والراغبة في التغيير وسيؤدي ذلك إلى ثورة شعبية قوية من الاستعباد والاستعمار والعمالة للخارج ونهب ثرواتهم الخ.. وبالتالي يريدون لليمن وثورته الفشل والحروب والفوضى لكي لا تفكر شعوب الخليج بالثورة على حكامها يوماً ما هذا من جهة.
ومن جهة أخرى تسعى السعودية إلى إفشال الثورة من أجل إخفاء جرائمها المتورطة في جرائم النظام وسفك دماء اليمنيين في صعدة، والجوف، وعمران، وغيرها ومحاولة للتستر عما تعمله في اليمن من دعم عملائها لإثارة الحروب الطائفية على حساب اليمنيين، ودعمها لنظام صالح في قمع الثورة اليمنية، ولأن المحاكمة العادلة ستكشف علاقة السعودية بهذه الجرائم فقد سعت بكل نفوذها إلى إعطاء صالح "الحصانة" لينجى هو من معه في مؤامرات القتل وسفك الدماء وتدمير البلاد.

موقف هيئة علماء اليمن:
أفتت الهيئة بوجوب توقيع المبادرة الخليجية بما فيها البند الخاص "بالحصانة" لأنها هيئة تابعة لحزب الإصلاح، ومن ثم لا بد أن تطابق الفتوى توجهات الحزب السياسية وقيادته العسكرية، حتى وصفها  النائب الديني الشيخ الحزمي عن الإصلاح في البرلمان:" بأنها مفسدة صغرى، يجوز التوقيع عليها، وهي خير من حكم صالح الذي سماه مفسدة كبرى" كذلك دعا كتاب ومثقفوا هذا الحزب إلى وقف التصعيد الثوري والاستسلام لهذه المبادرة كما قال عبدالفتاح البتول.
ولأنهم تميزوا في إصدار الفتاوى الدينية وتشريع أعمالهم تحت إطار الدين حتى لو كانت بعيدة عنه، فليس غريباً عليهم أن يفتوا غداً بجواز ولاية اليهود وسيعملون جاهدين على إصدار فتوى تشرع ذلك.

النتيجة:
وعلى ما سبق يبقى الثوار الحقيقيون في الساحات من المستقلين والحوثيين وغيرهم من النشطاء السياسيين الأحرار بمواجهة هذا النظام الذي يعني كل من وقع على هذه المبادرة ومن أتى بها وباركها، كونها خيانة لدماء الشهداء وجريمة أخلاقية وإنسانية فادحة بحق الشعب اليمني وتاريخه.
وهنا لا نستغرب الحملات الإعلامية ضد من يرفض هذه المبادرة الخليجية من قبلهم بأنهم عملاء ومندسون ومدعومون ويسعون للفوضى حتى المصطلحات الطائفية كان لها النصيب الأوفر من تلك الاتهامات كقولهم بأن الحوثيين روافض  وما ذلك إلا لرفضهم المبادرة الخليجية .
ومن أجل الحقيقة : ندعوا أولئك الذين يـدّعون كذبا وزورا علاقة ما مع النظام نقول لهم ، كيف وافقتم على مبادرة تمنح من قتل الشعب في شماله وجنوبه الحصانة ، ويرفضها أغلب الشعب اليمني ؟ ولماذا لا تقفون الأن ضد هذا القانون مع بقية الشعب ؟
أم الحقيقة التي لا ينكرها أحد أن صالح ليس وحده من يطلب هذه الحصانة والضمانة بل أيضا شركاء صالح في الجرائم هم أيضا يخافون أن يقتص الشعب ممن قتله واستهان بكرامته لأن تلك الأطراف التي انشقت عن النظام تدرك أنها متورطة تماما مع صالح في كل الجرائم خاصة وأنهم كانوا يده التي يبطش بها وقوته التي يفتك بها ، وقانون الحصانة لا يمنح صالح فقط الحصانة بل كل من عمل معه . 
فمن هو الذي يقف مع النظام ويخدمه ويمنحه شرعية للبقاء ، والحصانة ، والإستمرار !!؟؟ 
ولماذا لا تكشفوا للشعب أن الحصانة مطلبكم أيضا ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق