الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

الفتنة المذهبية من أسلحة أمريكا وأنظمتها النفطية في مواجهة الصحوة العربية الشاملة

موقع أنصار الله || الحقيقة

النظام الشيطاني الرأسمالي بقيادة أمريكا اليهودية  اشتد به الجوع للمال وكلاب الصيد الممثلة بتلك الأنظمة المكلبة بكل خزائن أموالها والثروات والمواقع التي تحت أيديها على وفرة صيدها الذي قدمته ومازالت تقدمه منذ عقود لأمريكا وتحالفها الدولي كل ذلك لم يعد كافيا لسد جوع أمريكا واوروبا المتفاقم يوما بعد يوم أو أنه لم يعد متاحا كالسابق بل محفوفًا بالتغيرات والأخطار التي تشهدها المنطقة العربية بعد صحوة الشعوب الإسلامية الثورية التي اجتاحت المنطقة منذ ما يقرب من عام؛ لتجد تلك الأنظمة الرأسمالية الغربية نفسها أمام قضايا وأزمات حقيقية لم يسبق لها مثيل في تاريخها.




فعلى صعيد الأوضاع الداخلية لتلك الأنظمة تواجه تحديات وتداعيات فمن البحث عن حلول ومخارج لتخفيف تداعيات تلك الأزمة المالية الخانقة إلى مواجهة الاحتجاجات الشعبية التي بدأت تنذر بموجات ثورية شاملة لإسقاط تلك الأنظمة وعلى رأسها النظام الأمريكي إلى مواجهة تبعات السياسيات العدوانية والتوسعات العسكرية والأمنية على الصعيد الخارجي وخاصة في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، والتي هي تداعيات بدأت أمريكا وتحالفها اليهودي النصراني وأنظمتها المكلبة في المنطقة العربية تدفع ثمنها باهظًا، تبعات لن يوقفها الانسحاب الأمريكي من العراق أو الانسحاب الموعود من أفغانستان هكذا يبدو حقيقة المشهد للأوضاع المتأزمة التي يعيشها أعداء الإسلام والمسلمين مع أن ما تخفيه منابر وقنوات الإعلام الصهيوأمريكي والمنابر والقنوات الإعلامية العربية المتأمركة والمتصهينة أكثر بكثير مما تسرب إلى العلن أنظمة الأعراب التي ارتبطت في تاريخها وفي بقائها بتبعيتها لأمريكا خلال الأشهر المنصرمة التي كانت أمواج الثورات الشعبية وصرخاتها تلعلع من على بوابات
قصورها وأبراجها العالية، عاشت حالة من الرعب والهلع وأيقنت أن دور السقوط والنهاية المخزية آتٍ إليها لا محالة وخاصة بعد تساقط عدد من الأنظمة التي كانت تشاركها التبعية والفساد والإجرام والتآمر على شعوب وهوية وموقع ومقدسات المسلمين والقضايا المحورية والمصيرية  للمنطقة العربية.

إن الحكام وحكوماتهم ومن يدور في فلكها باتوا جميعهم على  يقين أن تاريخهم تجاه شعوب المنطقة وخاصة مع شعوبهم التي يحكمونها  لم يبق لهم أي سند  أو نصير شعبي حقيقي، وبالتالي فإن تلك الشعوب وإن حاصرتها تلك الأنظمة بحديدها ونارها وتحكمت في قولها وفعلها من خلال التحكم  بلقمة عيشها وإن أحاطتها بتحركاتها وأرسلت ووزعت كلابها ومرتزقتها لمراقبة تحركات وتجمعات أبناء شعوبها ومن يحصي على أبنائها ومثقفيها والعامة من أبناء تلك الشعوب من يحصي عليهم أقوالهم وآهاتهم إلا أن تلك الأنظمة وأسيادها يعلمون علم اليقين أن تلك الشعوب تحمل بذرات السخط وبذرات الثورة والحرية في أعماق نفوسهم ومشاعرهم وأن تلك النفوس والمشاعر مجبولة ومفطورة على الإباء وعدم القبول بالضيم.

كما أن الشعوب أصبحت تدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى بل أصبحت على  يقين أن كل ما أصابها من ظلم وما حكمها من فساد وما صنع لإبادتها وتدمير وحدتها وهويتها الثقافية الإسلامية من قواعد الإرهاب والفتن وتمكن على أساسها أعداء الأمة اليهود والنصارى وأمريكا من السيطرة على ثروات الأمة ومواقعها، ومن احتلال بعض بلدانها كان على يد تلك الأنظمة التي حكمتها منذ عقود مضت ومعها كلابها وأبواقها وعلماء بلاطها المعروفون لدى أبناء شعوب تلك الأنظمة النفطية على وجه الخصوص  من هنا يمكن أن نفسر استماتة تلك الأنظمة النفطية في تحركاتها وتنسيقاتها مع الأمريكان والصهاينة  ومسارعاتها فيهم بشكل مكشوف ومفضوح وسافر غير مسبوق من أجل إيقاف المد الثوري الشعبي العربي إما بضربه وقمعه بالحديد والنار والأسر والتعذيب كما حدث ومازال يحدث للشعب البحريني أو بفتح الطريق للتدخل الأمريكي والغربي باسم الانتصار لثورة الشعب كما حدث بالنسبة للشعب الليبي أو باستنساخها إعلاميا وسياسيا وصناعتها على أرض الواقع كمشروع للفتنة والقتل والدمار وتقديمها من خلال التضليل الإعلامي والتحركات السياسية والتصريحات وكأنها ثورة،
مع لصق عمليات القتل والتدمير الممول من قبل  أنظمة النفط على أنها من صنع النظام الذي تسعى أمريكا وإسرائيل  لإسقاطه كما هو الحال بالنسبة لسوريا وحينما طال أمد  تلك التحركات التآمرية وخاصة الساحات المصرية واليمنية وأخذت في نفس الوقت أصوات الشعوب تكشف خيوط التآمر الأمريكي اليهودي وأدواته العربية حاول صناع التآمر الانحراف بذلك السخط الشعبي العربي تجاه الجهات التي أعلنت مناصرتها وتأييدها الحقيقي والصادق لصحوة الشعوب العربية من أول يوم فكانت زوبعة الفبركة الأمريكية وأدواتها العربية التي اتهمت النظام الإيراني بمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن ولكنها فبركة لم تقف على أقدامها أمام الرأي العام بمن فيه الرأي العام الأمريكي نفسه؛ لذا سقطت تلك الفبركة في يومها الأول ولما كان وصول التيار الإسلامي الممثل بحركة النهضة التونسية إلى الحكم عبر الانتخابات الديمقراطية التي تتغنى بها أمريكا والغرب توصل الأمريكان ومعهم حلفاؤهم قد خلصوا إلى نتيجة مفادها أن التغيرات السياسية ستفرض التوجه السياسي الإسلامي سواء رضيت أمريكا والغرب أم لم يرضوا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق